ملايين الجنود تبدأ الهجوم , وارتال من الدبابات, وآلاف الطائرات ,جيوش العرب تتوحد, والنصر على الابواب
، تحقق الحلم العربي الذي ظل كامنا، تتحرك جيوش السعودية وسوريا ومصر صوب قطاع غزة الأبية، كما تحركت المشاة التركية صوب الأراضي الفلسطينية، بالإضافة إلى انزال المئات من المقاتلين في فلسطين ومقتل مئات من جنود الاحتلال وهرب نتنياهو واعوانه وهروب الإسرائيليين إلى الملاجئ... حلم عربي يراود كل انسان!!
الجيش العربي، حلم طال انتظاره!!!!
فبعد أن استدعى نظام بشار الأسد في سوريا الجيوش الغربية والروسية بهدف اسكات شعلة الثورة في بلاده للأبد، بدأ الدمار والهلاك وتهجير الأهالي في حلب، حلب التي نادى أهلها أنقذوا حلب الأبية،حلب التي قصفها النظام الروسي وأتباعه قصفا عنيفا أودي بحياة نحو 35 ألف شخص، كما أدى ذلك لتهجير وتشريد آلاف الاسر.
كل ذلك وسط صمت عربي واسلامي شديد يا عزيزي المشاهد، صمت أذهل العالم، صمت أدى إلى تجرؤ الكثير من الدول الغربية والأوروبية على مساعدة النظام السوري في قصف شعبه ومن ثم إعادته إلى سدة الحكم بعدما أوشكت الثورة والثوار في سوريا على الإطاحة به وإلقاءه في سلة قمامة الأنظمة العربية.
قد تتساءل يا عزيزي ما سبب كل هذه الاحداث، السبب بسيط للغاية يتركز في كلمة واحدة هي الحرية، الحرية التي جمعت كافة طوائف الشعب السوري بهدف اسقاط النظام ومن ثم إعادة بناء سوريا مرة أخرى كما أرادها أبناؤها من الاحرار، إلا أن الصمت العربي حرمهم من هذه الحرية.
إلا أن غزة العربية لم تكن بأوفر حظًا من أختها حلب، فبعد أن استغاثت غزة مرات ومرات للدول العربية من القصف الإسرائيلي على القطاع، القصف الذي خلف نحو 45 الف شهيد من بينهم أطفال، قصف أمام أعين العالم بأسره، قصف تخطى كافة حدود حقوق الانسان التي ينادي بها الغرب دائما، إلا أن الأدهى والأمر من ذلك هو الصمت العربي يا عزيزي!!
صمت دفع الدول العربية والإسلامية لادانة العنف في فلسطين على أيدي جيش الاحتلال الإسرائيلي، فقط يا عزيزي كل ما قام به العرب بجيوشهم وعتادتهم وأسلحتهم الفتاكة هو الصمت الشديد أمام انتهاك حرمات الأقصى ودخول اليهود إلى مسرى النبي صلى الله عليه وسلم بأحذيتهم وممارسة طقوسهم في باحات الأقصى.
ورغم تلك القوى التي يمتلكها الجيوش العربية، لم يستجب للنداءات الفلسطينية والاستغاثات الشعبية سوى المقاومة التي كبدت العدو خسائر كبيرة، بل وأجبرتهم على المكوث في الملاجئ لفترات طويلة، كل ذلك والعرب في غفلتهم، تُرى إلى متى ستستمر تلك الغفلة!!
لك أن تتخيل عزيزي المشاهد حجم الجيوش العربية إن توحدت إلى جانب بعضها البعض مثل حلف الناتو على سبيل المثال، كم من القوة ستبلغون أيها العرب، سيصبح عندها الجيش العربي قوامه 4 ملايين جندي مقاتل، وهناك 3.5 مليون جندي احتياط، وهي أقوى قوة ضاربة في العالم، ويلي ذلك الجيش الصني الي يبلغ قزامه نحو 3.5 مليون جندي عامل واحتياط.
وفي المجال الجوي سيتفوق العرب على كافة الدول في العالم باستثناء الولايات المتحدة الامريكية بمقدار 13 الف مقاتلة جوية، والفارق بينهم وبين أمريكا نحو الف مقاتلة فقط، وفي مجال البحرية والاساطيل سيمتلك 1100 قطعة بحرية، متفوقا بذلك على الجيش الصيني الأكبر في العالم الذي يحوي قرابة 400 قطعة بحرية فقط.
وفي المجال البري سيتفوق العرب بنحو 20 الف دبابة، وهو ما سيمكن العرب من أن يصبحوا أكبر قوة ضاربة على وجه الكرة الأرضية، ولكن يبقى السؤال المصيري هنا لماذا لم يصل العرب إلى هذا التحالف رغم رغبة كل دولة في هذا الامر؟
إلا أن هذا التحالف العربي فقط، وإن انضمت له الدول الإسلامية والتي ليست عربية لن تقدر عليها لا أمريكا ولا أوروبا ولا الغرب بأكمله، إلا أن ثمانون بالمائة من حكام العرب ملطخة أيديهم بدماء شعوبهم، لذا بات وجودهم بالسلطة مرهون بوجود اسرائليل وبقاءها بين العرب.
هذا قد يذكرنا بتاريخ الملوك المسلمين، فالحجاج بين يوسف أرسل جيشا جرارا للهند لأسرهم امرأة مسلمة، والملك سليمان بن عبدالعزيز الذي ارسل أخيه على رأس جيش إلى قسطنطينية لفتحها وجمع الجزية، وهو ما حدث بالفعل، قد يدفعك التساؤل إلى ما السبب وراء هذا النصر رغم قلة عتاد المسلمين وعددهم، هو التقوى والايمان بالله.
وعندما غضب السلطان ألب أرسلان، هزم كافة جيوش الروم مجتمعة، ولم يكتف بذلك بل أسر قائدهم أرمانيوس، ولنا في القائد المسلم العظيم صلاح الدين الأيوبي خير دليل الذي تمكن من فتح بيت المقدس وإذلال الصليبيين على أعتابها، وفي خضم تلك المعارك الطاحنة النفسية، انقسم المسلمون والعرب على انفسهم ونقصد هنا الشعوب، فما بين متفرج لسقوط الدول العربية والعواصم بأيدي الغرب وأوروبا، وما بين قسم آخر يقف يدعو الله ان يحرر الأقصى والعرب.
لقد صدق الله العظيم حين قال" واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا" فالاتحاد دوما قوة ولا يسبب ضعفا سوى الفرقة والانقسام، فالله من فوق سبع سماوات يأمرنا بالاتحاد فيما بيننا وعدم الانسياق وراء الشهوات ومتاع الدنيا الفانية، فما كان للغرب الغلبة علينا إلا باتحادهم وتمكنهم من فُرقتنا.
لذا علينا ان نتوجه للاباء والامهات والمعلمون في المدارس بضرورة تعليم ابناءهم وطلابهم بأن القدس كانت ولاتزال الى ان تقوم الساة عاصمة فلسطين العربية الابية، علموهم أن سلاطين الدولة العثمانية ما كانوا ابدا سعاة وراء المال والشهوات كما يصفهم الالة الإعلامية الغربية وأصحاب الاجندات السياسية والمعتقدات الخاطئة.
علموهم أن الاندلس كانت ولاتزال موضع فخر العرب والمسلمين، وأن دعمهم لقضاياهم والاهتمام بشعوبهم والمستضعفين منهم هو من الإسلام ولا ينقص منهم شيئا، علموهم أن الامويين والعباسيين وغيرهم من قادة المسلمين رمزا للفخر والعزة، علموهم أن في اتحادهم سيكون النصر ودعم